تمكنت الولايات المتحدة من تقليص ديونها، وانخفضت معدلات التضخم فجأة في بريطانيا، وارتفعت معدلات الفائدة في منطقة اليورو، واستقرت معدلات النمو الاقتصادي في الصين. وهكذا يواجه الناس العاديون من مختلف انحاء العالم، فائضا من الاخبار الاقتصادية يوميا، ولكن السؤال المطروح بقوة هو: هل هناك قرارات ذات صلة بالمال، تتحكم بها العواطف؟
فالمال شأن عاطفي، لأن الدَيْن يثير فينا القلق، والوفرة المالية تشعرنا بالسعادة، والكثير من الناس يتخذ من التسوق علاجا لبعض المتاعب.
يقول خبير علم النفس ادريان فويهام "اسأل الناس عن أكثر المشاعر ارتباطا بالمال، فسوف تجدها، القلق والاحباط والغضب والشعور بالعجز والسعادة والفرح والحسد والاستياء".
ويقول فورنهام انه حتى الناس الناجحين في عالم المال لديهم عادات سيئة مع المال، يمكننا ان نرصد خمسة امثلة تحديدا هي: ان البخلاء يخشون من الافلاس، ولذلك فإنهم لا يستمتعون بأموالهم، والمسرفين يتسوقون بطريقة منفلتة من السيطرة، ولا سيما حين يكون لديهم الشعور بالاحباط او الشعور بالذنب.
اما الاثرياء فيرون في المال وسيلة للسلطة والقبول من الآخرين، ويعتقدون ان الثروة تجعلهم سعداء. ويشعر صائدو الصفقات انهم متفوقون حين يحصلون على خصومات، كما يشعرون بالغضب اذا دفعوا السعر كاملا. واما المغامرون فيشعرون بالبهجة حين يقتنصون الفرصة، ويجدون من الصعب عليهم التوقف حتى وهم يخسرون، ذلك لان الربح يجلب لهم الاحساس بالقوة.
بربان كابون الذي تولى منصب المدير المساعد في بنك ميدلاند البريطاني في السبعينات، يقول ان حالة الدماغ تؤثر في اتخاذ الناس القرارات المتعلقة بالقضايا المالية، فالبعض ممن وجدوا بيتا وسيارة الاحلام قد يركزون على اقتراض الاموال النقدية لشرائهما من دون الاهتمام بالفوائد التي سيدفعونها، ولا يدققون في التفاصيل. ويضيف ان "التركيز عادة يكون على الحصول على المال اكبر منه على قدرتهم على الدفع".
ويوضح كابون ان "الاحساس العام كان في الماضي ان عليك ألا تنفق من مال لا تملكه، وان عليك ان توفر المال لشراء ما تريد شراءه، لأن الناس ليسوا كلهم لديهم حسابات في البنوك، او يمكنهم الحصول على القروض. وهكذا، فإذا لم تكن تملك المال، فلا يمكنك الانفاق".
لقد وصل حجم الدين البريطاني إلى رقم قياسي يصل الى 1.46 تريليون جنيه استرليني بما في ذلك الرهونات العقارية، بالرغم من تسديد اصحاب القروض العقارية خلال عام 2010 أكثر من أي عام آخر.
وفي المقابل يُفكر كثير من الناس في اوضاعهم المالية، لأن التفكير في اوضاعهم يجعلهم يشعرون بالاكتئاب.